
الوطن: في مثل هذا اليوم (2 تشرين الثاني) من العام 1917، كانت بداية تنفيذ المخطّط الاستعماري، بسلب أرض فلسطين من شعبها وطردهم منها، تنفيذاً لـ"إعلان بلفور" المشؤوم، الذي يمكن إيجازه، بسلب مَنْ لا يملك (بريطانيا) لأرض شعب فلسطين، ومنحها إلى مَنْ لا يستحق (اليهود)، في منطقة تلاقٍ بين الشرق والغرب، والبوابة المتصلة بالسماء، والبقعة الوحيدة في العالم الذي شهدت مآثر الرسالات السماوية ومعجزات الأنبياء.
هذه المؤامرة البريطانية - الأميركية - الصهيونية بحاجة إلى تصحيح الخلل التاريخي، الذي لحق بالشعب الفلسطيني، من خلال اعتراف هذه الدول بالدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وجاء الوعد بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى.
وحينما صدر الإعلان كان تعداد اليهود في فلسطين لا يزيد على 5 % من مجموع عدد السكان، وقد أرسلت الرسالة قبل شهر من احتلال الجيش البريطاني فلسطين.
ويطلق المناصرون للقضية الفلسطينية عبارة "وعد من لا يملك لمن لا يستحق" لوصفهم الوعد.
وتتسنّى لنا في هذا العام، متابعة التحضيرات للغضب الفلسطيني، ضد الإعلان المشؤوم، من أرض فلسطين، حيث يتمسّك أبناء أرض المرسلين، بحقهم في إقامة دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إليها، وهم يدركون أنّ المرحلة التي نمر بها دقيقة وحسّاسة وخطيرة، تتطلّب مواصلة الصبر والصمود، والتضحيات بأشكالها المتنوّعة، التي لم تتوقّف في يوم من الأيام، تحقيقاً لاستعادة حقهم السليب.
ويُعيد التاريخ نفسه لما سبق من نكبة فلسطين في أيار 1948، بتنفيذ العصابات الصهيونية المجازر بحق الفلسطينيين، وطردهم من الأراضي، التي احتلت في العام 1948، إلا مَنْ صَمَدَ على الرغم من التضحيات الجسام، للإطباق مجدّداً واحتلال كل فلسطين في حزيران 1967، بما في ذلك العاصمة القدس، وتهجير الفلسطينيين أيضاً من داخل فلسطين التاريخية إلى خارجها، وهو ما يسعى الإحتلال إلى تنفيذه في هذه المرحلة، من خلال العمل على "ترانسفير"، للفلسطينيين، في الأراضي المحتلة منذ العام 1948، والقدس والضفة الغربية، على اعتبار أنّها (يهودا والسامرة)، إضافة إلى المزيد من التوغّل الاستيطاني، واستجلاب اليهود من العالم، وممارسة الاعتداءات وسلب الأراضي والممتلكات وتجريفها، واعتقال الآلاف من الفلسطيينين وسن القوانين والتشريعات العنصرية، ولعل أبرزها "قانون القومية العنصري"، الذي يسعى إلى تكريس يهودية الدولة، ويحقّق ما نصَّ عليه "المؤتمر الصهيوني" في بازل (27 آب 1897)، و"وعد بلفور"، الذي بوشر بتنفيذه في نكبة العام 1948، بتهجير مَنْ تبقّى من الفلسطينيين، والعمل على تكريس القدس الموحّدة عاصمة للكيان الإسرائيلي، وهو ما يتجلّى بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الغاصب، ونقل سفارة الولايات المتحدة الأميركية من تل أبيب إليها، والعمل على إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، في محاولة لشطب وكالة "الأونروا" الشاهدة على أطول نكبة في العالم، وهما ركيزتان رئيسيتان في "صفقة القرن"، التي عملت الإدارة الأميركية والإحتلال الإسرائيلي على تنفيذ بنودها قبل إعلان الرئيس الأميركي عنها.